رسالة من طفل فلسطيني سوري في لبنان إلى آرثر بلفور في بريطانيا
رسالتي إليك آرثر جيمس بلفور المملكة المتحدة "لندن"
بداية أود أن أعرفك بنفسي وأنا أعلم انك الآن راقد في قبرك بسلام, قد استقرت روحك وهدأت نفسك وانتهت أحلامك. أما أرواحنا نحن أطفال فلسطين فقد غدت رغم حداثتها متعبة، و أما أحلامنا فرغم براءتها قد انتكست فقد قتلتم البسمة والفرح بسبب كيان غاصب زرعتموه في بلادي.
اسمي محمد سفيان في الصف الرابع الابتدائي، أنحدر من قرية صغيرة تقع شمال فلسطين المحتلة قرب مدينة عكا "اسمها ترشيحا". طبعا أنت تعرف فلسطين جيدا, تلك البقعة المقدسة التي جاء أجدادك من وراء البحار فاحتلوها لقرابة تسعين عاما, فنهض بطلي صلاح الدين الأيوبي ليضيء قناديل الحرية فيها من جديد ويعيد الحق لأصحابه ويخرجكم منها بعد أن أعطاكم دروساً في الأخلاق لا مثيل لها, فشهد أجدادك على أخلاقه تلك فوصفوه بقولهم "صلاح الدين أمير الشهامة". أما الآن فأنا أقيم في جنوب لبنان، بعد تهجيري وعائلتي للمرة الثالثة والفضل كله كان لك ولحكومتك.
أتعلم يا آرثر ما يخطر ببالي وأنا أكتب لك؟! استحضر في مخيلتي الصغيرة صورة بطلي صلاح الدين القدوة والمعلم والمثل الأعلى , يخيّلُ إليَّ أن ذلك القائد الذي أحببته قادماً من بعيد, وهو يقود جيشاً قد أعده بعدة الأخلاق قبل أن يعده بعدة السلاح, فيعيد الأرض إلى أصحابها من جديد، ويمنح هذا الكوكب السلام الذي لوثته دماء الحروب التي صنعتموها انتم. نعم فبطلي الذي أحبته البشرية جمعاء صنع جيش حمل الرحمة لا الدمار حمل الحرية والنور والاستقرار. هو الآن يرقد بسلام في أرض الشام, يقرأ الأحياء عن إنسانيته ورحمته التي عاشها الأموات ممن عاصروه قبلا. فقد ابتدأ سيرته بنشر العدل وإحقاق الحق لأهله, فلم يفرق بين الأعراق ولم يفرق بين الأديان ولم يفرق بين البيض والسود كما ميزتم وفرقتم انتم بينهم, فالضعيف عنده كان قوياً حتى يأخذ الحق له, والقوي كان عنده ضعيفا حتى يأخذ الحق منه, جمع الناس على المحبة والعدالة ، بعد عقود قد عاشوها بظلم كان من صنيعة أجدادك في بلادنا.
أما أنت وحكومتك يا آرثر فقد أعدتم الكرة مرة أًخرى فقطعتم وعداً وأعطيتم أرضنا التي لم تمتلكوها يوماً لأناس لم ولن يستحقوها أبداً, وجعلتم منّا نحن أصحاب الأرض الأصليين شعبا مشردا تائهاً في كل بقاع الأرض, باحثاً عن ذاته ووطنه, فمن هجرة إلى هجرة ومن شقاء إلى شقاء ومن خيمة إلى خيمة, قد حَملَتمونا نحن شعب فلسطين مالا نطيق من ذل العيش ومهانته, ولدنا من رحمِ أمهاتنا ونحن نحمل الألم والأسى الذي كان يكبر معنا يوما بعد يوم, ندفع ثمنا باهظا بذنب قد أذنبته أنت وحكومتك. نعم فمنذ زمن وأنا أحمل في جعبتي العديد من الأسئلة والتي قد عجز عن الجواب عنها من هم على ظهر الأرض فحسبت أن يجيبني عنها من هم في باطنها, لماذا جعلتنا نحن أطفال فلسطين منذ سبعين عاما وإلى الآن بائسين من محكمة تنصفنا ,ويائسين من قاض نزيه يعدل في قضيتنا, لماذا نظرت حكومةُ صاحب الجلالة في زمنك بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين, ولم تنظر حكومتك الحالية بعين العطف إلى شعبي وأطفاله المشردون منذ سبعين عاما بين الخيام, ولم تعيدهم إلى أرضٍ هم أصحابها منذ الأزل, أرضا قد أُجلوا عنها بقوة النار والبارود, وبهول المجازر والمذابح. ولماذا كنت أنت من أشد المعارضين للهجرة اليهودية إلى شرق أوروبا خوفاً من انتقالها إلى بريطانيا, ولم نسمع منك حتى همساً تعارض فيه هجرتهم إلى أرضنا. لماذا يعيش أبنائك وأحفادك الآن في بلادهم بسلام واستقرار, فرحين مطمئنين وضجيج ضحكاتهم يصل إلينا, بينما أعيش وأقراني من الفلسطينيين داخل مخيمات لا تصلح أن تكون بيوتا حتى للقطط, نعيش فيها ببؤس وشقاء وتكاد البسمة لا تتجاوز شفاهنا . نعم فنحن نعيش خارج بلادنا وفي بلاد ستظل مهما طال الزمان غريبة عنا وسنظل دائماً غرباء عنها. وأنا أعلم أنك لو كنت حيا وقدمت الاعتذار أنت أو حكومتك الحالية لنا نحن شعب فلسطين فلن ينفعنا اعتذاركم شيئاً لطالما نحن بعيدون عن أرضنا, ولطالما أن محاكم العدل لم تنصفنا.
عزيزي آرثر لكم أتمنى لو أنك نظرت قبل وعدك المشئوم إلى فعل بطلي صلاح الدين مع أجدادك عندما مكنه الله من رقابهم, فأمنهم في أنفسهم وأموالهم ولم يقتل منهم أحدا, ولم يهدم لهم سكنا, ولم يدمر لهم كنيسة أو ديرا, وكيف كيف كان صنيعكم معنا نحن أحفاده. ولكن رغم كل شيء فعليك أن تعلم أن الأرض التي أنجبت بطلي صلاح الدين قادرة على أن تنجب مثله من جديد, فنحن أحفاده عقيدتنا ودستورنا تدفعانا إلى نشر العدل وإحقاق الحق وإعادته لأصحابه ونشر الأمن والسلام في كل أرجاء المعمورة.
وقبل أن أختم رسالتي أود أن أعدك بأني وأقراني من الفلسطينيين الذين لم توهب لهم الحياة يوما بسببك, سنملئ هذا العالم ضجيجا, سنرفع أصواتنا حتى تضجون بها انتم الأموات بعد أن ضج بها الأحياء, نعم كما علمنا بطلي صلاح الدين سنبني جسور الأمل فوق أنهار اليأس التي تحيط بنا, وسنزرع الأمل من جديد في نشر العدل والمحبة, و لن يعرف اليأس يوما طريقه إلى قلوبنا. وكلما اشتد عود الألم من ظلمكم الذي وقع علينا دفعته أغصان الأمل والحياة فغطته, ذلك الأمل الذي لطالما رأيناه بقلوبنا قبل أن تراه أعيننا, أمل العودة إلى أرضنا يوما ما ولكم نتمنى أن يكون قريب.
إلرجاء تسليم رسالتي إلى الحكومة البريطانية
وأتمنى وضع رسالتي هذه على قبره
طفل فلسطيني المتعب دوما لا يوما محمد سفيان معاوية أبو حميدة
بداية أود أن أعرفك بنفسي وأنا أعلم انك الآن راقد في قبرك بسلام, قد استقرت روحك وهدأت نفسك وانتهت أحلامك. أما أرواحنا نحن أطفال فلسطين فقد غدت رغم حداثتها متعبة، و أما أحلامنا فرغم براءتها قد انتكست فقد قتلتم البسمة والفرح بسبب كيان غاصب زرعتموه في بلادي.
اسمي محمد سفيان في الصف الرابع الابتدائي، أنحدر من قرية صغيرة تقع شمال فلسطين المحتلة قرب مدينة عكا "اسمها ترشيحا". طبعا أنت تعرف فلسطين جيدا, تلك البقعة المقدسة التي جاء أجدادك من وراء البحار فاحتلوها لقرابة تسعين عاما, فنهض بطلي صلاح الدين الأيوبي ليضيء قناديل الحرية فيها من جديد ويعيد الحق لأصحابه ويخرجكم منها بعد أن أعطاكم دروساً في الأخلاق لا مثيل لها, فشهد أجدادك على أخلاقه تلك فوصفوه بقولهم "صلاح الدين أمير الشهامة". أما الآن فأنا أقيم في جنوب لبنان، بعد تهجيري وعائلتي للمرة الثالثة والفضل كله كان لك ولحكومتك.
أتعلم يا آرثر ما يخطر ببالي وأنا أكتب لك؟! استحضر في مخيلتي الصغيرة صورة بطلي صلاح الدين القدوة والمعلم والمثل الأعلى , يخيّلُ إليَّ أن ذلك القائد الذي أحببته قادماً من بعيد, وهو يقود جيشاً قد أعده بعدة الأخلاق قبل أن يعده بعدة السلاح, فيعيد الأرض إلى أصحابها من جديد، ويمنح هذا الكوكب السلام الذي لوثته دماء الحروب التي صنعتموها انتم. نعم فبطلي الذي أحبته البشرية جمعاء صنع جيش حمل الرحمة لا الدمار حمل الحرية والنور والاستقرار. هو الآن يرقد بسلام في أرض الشام, يقرأ الأحياء عن إنسانيته ورحمته التي عاشها الأموات ممن عاصروه قبلا. فقد ابتدأ سيرته بنشر العدل وإحقاق الحق لأهله, فلم يفرق بين الأعراق ولم يفرق بين الأديان ولم يفرق بين البيض والسود كما ميزتم وفرقتم انتم بينهم, فالضعيف عنده كان قوياً حتى يأخذ الحق له, والقوي كان عنده ضعيفا حتى يأخذ الحق منه, جمع الناس على المحبة والعدالة ، بعد عقود قد عاشوها بظلم كان من صنيعة أجدادك في بلادنا.
أما أنت وحكومتك يا آرثر فقد أعدتم الكرة مرة أًخرى فقطعتم وعداً وأعطيتم أرضنا التي لم تمتلكوها يوماً لأناس لم ولن يستحقوها أبداً, وجعلتم منّا نحن أصحاب الأرض الأصليين شعبا مشردا تائهاً في كل بقاع الأرض, باحثاً عن ذاته ووطنه, فمن هجرة إلى هجرة ومن شقاء إلى شقاء ومن خيمة إلى خيمة, قد حَملَتمونا نحن شعب فلسطين مالا نطيق من ذل العيش ومهانته, ولدنا من رحمِ أمهاتنا ونحن نحمل الألم والأسى الذي كان يكبر معنا يوما بعد يوم, ندفع ثمنا باهظا بذنب قد أذنبته أنت وحكومتك. نعم فمنذ زمن وأنا أحمل في جعبتي العديد من الأسئلة والتي قد عجز عن الجواب عنها من هم على ظهر الأرض فحسبت أن يجيبني عنها من هم في باطنها, لماذا جعلتنا نحن أطفال فلسطين منذ سبعين عاما وإلى الآن بائسين من محكمة تنصفنا ,ويائسين من قاض نزيه يعدل في قضيتنا, لماذا نظرت حكومةُ صاحب الجلالة في زمنك بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين, ولم تنظر حكومتك الحالية بعين العطف إلى شعبي وأطفاله المشردون منذ سبعين عاما بين الخيام, ولم تعيدهم إلى أرضٍ هم أصحابها منذ الأزل, أرضا قد أُجلوا عنها بقوة النار والبارود, وبهول المجازر والمذابح. ولماذا كنت أنت من أشد المعارضين للهجرة اليهودية إلى شرق أوروبا خوفاً من انتقالها إلى بريطانيا, ولم نسمع منك حتى همساً تعارض فيه هجرتهم إلى أرضنا. لماذا يعيش أبنائك وأحفادك الآن في بلادهم بسلام واستقرار, فرحين مطمئنين وضجيج ضحكاتهم يصل إلينا, بينما أعيش وأقراني من الفلسطينيين داخل مخيمات لا تصلح أن تكون بيوتا حتى للقطط, نعيش فيها ببؤس وشقاء وتكاد البسمة لا تتجاوز شفاهنا . نعم فنحن نعيش خارج بلادنا وفي بلاد ستظل مهما طال الزمان غريبة عنا وسنظل دائماً غرباء عنها. وأنا أعلم أنك لو كنت حيا وقدمت الاعتذار أنت أو حكومتك الحالية لنا نحن شعب فلسطين فلن ينفعنا اعتذاركم شيئاً لطالما نحن بعيدون عن أرضنا, ولطالما أن محاكم العدل لم تنصفنا.
عزيزي آرثر لكم أتمنى لو أنك نظرت قبل وعدك المشئوم إلى فعل بطلي صلاح الدين مع أجدادك عندما مكنه الله من رقابهم, فأمنهم في أنفسهم وأموالهم ولم يقتل منهم أحدا, ولم يهدم لهم سكنا, ولم يدمر لهم كنيسة أو ديرا, وكيف كيف كان صنيعكم معنا نحن أحفاده. ولكن رغم كل شيء فعليك أن تعلم أن الأرض التي أنجبت بطلي صلاح الدين قادرة على أن تنجب مثله من جديد, فنحن أحفاده عقيدتنا ودستورنا تدفعانا إلى نشر العدل وإحقاق الحق وإعادته لأصحابه ونشر الأمن والسلام في كل أرجاء المعمورة.
وقبل أن أختم رسالتي أود أن أعدك بأني وأقراني من الفلسطينيين الذين لم توهب لهم الحياة يوما بسببك, سنملئ هذا العالم ضجيجا, سنرفع أصواتنا حتى تضجون بها انتم الأموات بعد أن ضج بها الأحياء, نعم كما علمنا بطلي صلاح الدين سنبني جسور الأمل فوق أنهار اليأس التي تحيط بنا, وسنزرع الأمل من جديد في نشر العدل والمحبة, و لن يعرف اليأس يوما طريقه إلى قلوبنا. وكلما اشتد عود الألم من ظلمكم الذي وقع علينا دفعته أغصان الأمل والحياة فغطته, ذلك الأمل الذي لطالما رأيناه بقلوبنا قبل أن تراه أعيننا, أمل العودة إلى أرضنا يوما ما ولكم نتمنى أن يكون قريب.
إلرجاء تسليم رسالتي إلى الحكومة البريطانية
وأتمنى وضع رسالتي هذه على قبره
طفل فلسطيني المتعب دوما لا يوما محمد سفيان معاوية أبو حميدة
بوركت ياحبيبي انت ترث ويلات هذا الوعد وحكامنا يتوارثون النثر والشعر في هيجاء هذا الوعد واسلحتهم مسلطه علينا سخريه مره
ردحذفبوركت ياحبيبي انت ترث ويلات هذا الوعد وحكامنا يتوارثون النثر والشعر في هيجاء هذا الوعد واسلحتهم مسلطه علينا سخريه مره
ردحذفلله الأمر من قبل و من بعد.
ردحذفنسأل الله الفرج.
*Save the Palestinians of Syria in Lebanon*
ردحذف*We demand humanitarian asylum*
Seventy years of calamities, setbacks and emigration of the Palestinian people are still suffering
ردحذفSave the rest of the dreams of the little ones ....
*Save the Palestinians of Syria in Lebanon*
ردحذف*We demand humanitarian asylum*
*Save the Palestinians of Syria in Lebanon*
ردحذف*We demand humanitarian asylum*
Save the Palestinians of Syria in Lebanon*
ردحذف*We demand humanitarian asylum*
ما فعلته حكومة الإنتداب البريطاني هو بمثابة جرم بحق الشعب الفلسطني والإنسانية وهي السبب الأول بمعناتنا على مدار 70 عاما
ردحذفوتشردنا في بقاع الأرض .
❤❤❤❤❤❤
ردحذفالله.يوفقك.انت.راءع.ماشاءالله
ردحذفعيك.انت.بطل.من.ابطال.فلسطين